الأحد, 17 يونيو 2012 الساعة 09:06
إذا كان لديك 75 مليار دولار أمريكي بوسعك أن تنفقها على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، وكان هدفك يتخلص في تحسين رفاهة الإنسان، خصوصاً في العالم النامي، فكيف تستخلص أعظم قيمة ممكنة من أموالك؟
هذا هو السؤال الذي طرحته على لجنة تتألف من خمسة من أبرز خبراء الاقتصاد، ومنهم أربعة من الحائزين على جائزة نوبل، في إطار مشروع إجماع كوبنهاغن للعام 2012.
وقد تم اختيار أعضاء اللجنة لخبراتهم في ترتيب الأولويات وقدرتهم على استخدام المبادئ الاقتصادية للمقارنة بين الخيارات السياسية.
على مدى العام الماضي، اشترك أكثر من خمسين خبيراً اقتصادياً في إعداد بحث حول ما يقرب من أربعين مقترحاً يتناول الاستثمار في مجالات تتراوح بين النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية إلى الجوع والتعليم وظاهرة الانحباس الحراري العالمي.
وقد قامت الفرق التي صاغت كل ورقة بحثية بتحديد التكاليف والفوائد المترتبة على أذكى السبل لإنفاق المال في مجالها.
وفي أوائل مايو سافر عدد كبير من هذه الفرق إلى الدنمارك لإقناع لجنة الخبراء بقوة مقترحاتهم الاستثمارية.
وتكشف النتائج التي توصلت إليها اللجنة عن إن الإنفاق الذكي لمبلغ خمسة وسبعين مليار دولار - وهو ما يزيد بنسبة 15 بالمئة فقط عن الإنفاق الحالي على المساعدات - من الممكن أن يقطع شوطاً طويلاً في حل العديد من التحديات التي يواجهها العالم.
ووفقاً للجنة، فإن الاستثمار الوحيد الأكثر أهمية يتلخص في تصعيد الكفاح ضد سوء التغذية.
ويركز بحث جديد لمصلحة المشروع، أجراه جون هودينوت من معهد أبحاث السياسات الغذائية وبيتر أورازيم من جامعة ولاية أيوا، يركز على استثمار بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنوياً.
وهذا المبلغ كاف لتنفيذ حزمة من التدخلات، بما في ذلك توفير المغذيات الدقيقة، والأغذية التكميلية، وعلاج الديدان وأمراض الإسهال، وبرامج تغيير السلوكيات، وكل هذا من شأنه أن يقلل من حالات نقص التغذية المزمن بنسبة 36 بالمئة في الدول النامية.
وفي مجموعها فإن مثل هذه الاستثمارات كافية لمساعدة أكثر من مئة مليون طفل لكي يبدؤوا حياتهم من دون أن يتوقف نموهم أو يعانوا من سوء التغذية.
وتُظهر الأبحاث الشاملة الآن أن مثل هذه التدخلات سوف تبقى معهم إلى الأبد، لأن أجسادهم وعضلاتهم سوف تنمو بشكل أسرع، وسوف تتحسن قدراتهم الإدراكية، وسوف يولون المزيد من الاهتمام بالمدرسة (وسوف يبقون في المدرسة لفترة أطول).
كما تشير الدراسات إلى أن هؤلاء الأطفال، بعد عقود من الزمان، سوف يصبحون أكثر إنتاجية، وأكثر قدرة على كسب المال، وأقل إنجاباً للأطفال، وأعظم قدرة على بدء حلقة حميدة من التنمية.
والواقع أن مثل هذه الفرص تصبح موضع تركيز شديد عندما تطلب من أفضل العقول على مستوى العالم استخلاص أعظم فائدة ممكنة من الموارد المالية المتاحة.
صحيح أن المغذيات الدقيقة نادراً ما تلقى اهتماماً كبيراً، ولكنها في واقع الأمر قادرة على إحداث فارق هائل.
وعلى نحو مماثل فإن 300 مليون دولار فقط تكفي لمنع وفاة 300 ألف طفل إذا استخدمت لتعزيز آلية تمويل أدوية الملاريا التابعة للصندوق العالمي، والتي تجعل العلاجات المركبة أرخص بالنسبة للدول الفقيرة.
ولكن من الناحية الاقتصادية فإن الفوائد سوف تعادل 35 ضعف التكاليف - حتى دون الأخذ في الاعتبار أنها تقي علاج الملاريا الأكثر فعالية لدينا من مقاومة المرض له في المستقبل.
في وقت لاحق من هذا العام، سوف تقرر الجهات المانحة ما إذا كانت سوف تجدد هذا المرفق.
ولا شك في أن النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة سوف تساعد على إقناع الجهات المانحة بتجديد المرفق.
وبإنفاق مبلغ ماثل يمكن علاج 300 مليون طفل من الديدان في المدارس.
وعندما لا تشاركهم في طعامهم الطفيليات المعوية فسوف يصبحون أيضاً أكثر انتباهاً، وأكثر مداومة على الدراسة، ثم يكبرون في النهاية ليصبحوا أفراداً بالغين أكثر إنتاجاً - وهي قضية أخرى تحتاج إلى المزيد من الاهتمام العام.
ويشكل التوسع في علاج مرض السل وتغطية التحصين في مرحلة الطفولة استثماراً صحياً آخر تؤيده لجنة الخبراء.
وعلى نحو مماثل فإن زيادة مقدارها 100 مليون دولار سنوياً في الإنفاق على تطوير لقاح ضد فيروس الإيدز من شأنها أن تولد قدراً كبيراً من المنفعة في المستقبل.
ومع ارتفاع متوسط السن المتوقع لسكان العالم النامي، فإنهم يتعرضون على نحو متزايد لأمراض مزمنة، الواقع أن نصف مجموع الوفيات هذا العام سوف تكون نتيجة لأمراض مزمنة في دول العالم الثالث.
وهنا ترى لجنة الخبراء أن إنفاق 122 مليون دولار فقط كاف للتغطية الكاملة لبرامج التطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي وتجنب نحو 150 ألف وفاة سنوية بهذا المرض.
وبتوفير الأدوية المنخفضة التكلفة للنوبات القلبية الحادة في الدول النامية بتكلفة 200 مليون دولار فقط نستطيع أن نمنع 300 ألف وفاة.
وتشير النتائج التي توصلت إليها لجنة الخبراء إلى الحاجة الملحة لاستثمار نحو ملياري دولار سنوياً في مشاريع البحث والتطوير لزيادة الإنتاج الزراعي.
ولن يؤدي هذا فقط إلى الحد من الجوع من خلال زيادة الإنتاج الزراعي وخفض أسعار المواد الغذائية؛ بل وأيضاً إلى حماية التنوع البيولوجي، وذلك لأن ارتفاع إنتاجية المحاصيل يعني الحد من وتيرة إزالة الغابات.
وهذا بدوره من شأنه أن يساعد على مكافحة تغير المناخ، لأن الغابات تخزن الكربون.
وفيما يتصل بتغير المناخ، فإن الخبراء يوصون بإنفاق مبلغ بسيط (نحو مليار دولار) لاستكشاف إمكانية تبريد كوكب الأرض من خلال خيارات الهندسة الجيولوجية.
وهذا من شأنه أن يسمح لنا بالتوصل إلى فهم أفضل لمخاطر التكنولوجيا وتكاليفها والفوائد المترتبة عليها.
ومن المحتمل فضلاً عن ذلك أن تمنحنا البحوث ضمانة فعّالة ومنخفضة التكاليف ضد الانحباس الحراري العالمي.
ومن بين أولويات الاستثمار الأخرى إنشاء أنظمة إنذار مبكر فعّالة لمواجهة الكوارث الطبيعية في البلدان النامية.
وبتكلفة أقل من مليار دولار سنوياً فإن هذا كفيل بتخفيف الأضرار الاقتصادية المباشرة والبعيدة الأمد، بل وربما ضمان فوائد تعادل 35 مليار دولار.
إن مبلغ الخمسة والسبعين مليار دولار اللازم لتنفيذ مشروع إجماع كوبنهاجن كبير بالدرجة الكافية لإحداث فارق حقيقي، ولكنه صغير بالدرجة التي تجعل من الواجب علينا أن نختار - كما في العالم الحقيقي - المشاريع الكفيلة بتحقيق القدر الأعظم من المنفعة.
وتبين لنا قائمة لجنة الخبراء أن العديد من الحلول الذكية تنتظر من ينفذها.
هذا هو السؤال الذي طرحته على لجنة تتألف من خمسة من أبرز خبراء الاقتصاد، ومنهم أربعة من الحائزين على جائزة نوبل، في إطار مشروع إجماع كوبنهاغن للعام 2012.
وقد تم اختيار أعضاء اللجنة لخبراتهم في ترتيب الأولويات وقدرتهم على استخدام المبادئ الاقتصادية للمقارنة بين الخيارات السياسية.
على مدى العام الماضي، اشترك أكثر من خمسين خبيراً اقتصادياً في إعداد بحث حول ما يقرب من أربعين مقترحاً يتناول الاستثمار في مجالات تتراوح بين النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية إلى الجوع والتعليم وظاهرة الانحباس الحراري العالمي.
وقد قامت الفرق التي صاغت كل ورقة بحثية بتحديد التكاليف والفوائد المترتبة على أذكى السبل لإنفاق المال في مجالها.
وفي أوائل مايو سافر عدد كبير من هذه الفرق إلى الدنمارك لإقناع لجنة الخبراء بقوة مقترحاتهم الاستثمارية.
وتكشف النتائج التي توصلت إليها اللجنة عن إن الإنفاق الذكي لمبلغ خمسة وسبعين مليار دولار - وهو ما يزيد بنسبة 15 بالمئة فقط عن الإنفاق الحالي على المساعدات - من الممكن أن يقطع شوطاً طويلاً في حل العديد من التحديات التي يواجهها العالم.
ووفقاً للجنة، فإن الاستثمار الوحيد الأكثر أهمية يتلخص في تصعيد الكفاح ضد سوء التغذية.
ويركز بحث جديد لمصلحة المشروع، أجراه جون هودينوت من معهد أبحاث السياسات الغذائية وبيتر أورازيم من جامعة ولاية أيوا، يركز على استثمار بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنوياً.
وهذا المبلغ كاف لتنفيذ حزمة من التدخلات، بما في ذلك توفير المغذيات الدقيقة، والأغذية التكميلية، وعلاج الديدان وأمراض الإسهال، وبرامج تغيير السلوكيات، وكل هذا من شأنه أن يقلل من حالات نقص التغذية المزمن بنسبة 36 بالمئة في الدول النامية.
وفي مجموعها فإن مثل هذه الاستثمارات كافية لمساعدة أكثر من مئة مليون طفل لكي يبدؤوا حياتهم من دون أن يتوقف نموهم أو يعانوا من سوء التغذية.
وتُظهر الأبحاث الشاملة الآن أن مثل هذه التدخلات سوف تبقى معهم إلى الأبد، لأن أجسادهم وعضلاتهم سوف تنمو بشكل أسرع، وسوف تتحسن قدراتهم الإدراكية، وسوف يولون المزيد من الاهتمام بالمدرسة (وسوف يبقون في المدرسة لفترة أطول).
كما تشير الدراسات إلى أن هؤلاء الأطفال، بعد عقود من الزمان، سوف يصبحون أكثر إنتاجية، وأكثر قدرة على كسب المال، وأقل إنجاباً للأطفال، وأعظم قدرة على بدء حلقة حميدة من التنمية.
والواقع أن مثل هذه الفرص تصبح موضع تركيز شديد عندما تطلب من أفضل العقول على مستوى العالم استخلاص أعظم فائدة ممكنة من الموارد المالية المتاحة.
صحيح أن المغذيات الدقيقة نادراً ما تلقى اهتماماً كبيراً، ولكنها في واقع الأمر قادرة على إحداث فارق هائل.
وعلى نحو مماثل فإن 300 مليون دولار فقط تكفي لمنع وفاة 300 ألف طفل إذا استخدمت لتعزيز آلية تمويل أدوية الملاريا التابعة للصندوق العالمي، والتي تجعل العلاجات المركبة أرخص بالنسبة للدول الفقيرة.
ولكن من الناحية الاقتصادية فإن الفوائد سوف تعادل 35 ضعف التكاليف - حتى دون الأخذ في الاعتبار أنها تقي علاج الملاريا الأكثر فعالية لدينا من مقاومة المرض له في المستقبل.
في وقت لاحق من هذا العام، سوف تقرر الجهات المانحة ما إذا كانت سوف تجدد هذا المرفق.
ولا شك في أن النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة سوف تساعد على إقناع الجهات المانحة بتجديد المرفق.
وبإنفاق مبلغ ماثل يمكن علاج 300 مليون طفل من الديدان في المدارس.
وعندما لا تشاركهم في طعامهم الطفيليات المعوية فسوف يصبحون أيضاً أكثر انتباهاً، وأكثر مداومة على الدراسة، ثم يكبرون في النهاية ليصبحوا أفراداً بالغين أكثر إنتاجاً - وهي قضية أخرى تحتاج إلى المزيد من الاهتمام العام.
ويشكل التوسع في علاج مرض السل وتغطية التحصين في مرحلة الطفولة استثماراً صحياً آخر تؤيده لجنة الخبراء.
وعلى نحو مماثل فإن زيادة مقدارها 100 مليون دولار سنوياً في الإنفاق على تطوير لقاح ضد فيروس الإيدز من شأنها أن تولد قدراً كبيراً من المنفعة في المستقبل.
ومع ارتفاع متوسط السن المتوقع لسكان العالم النامي، فإنهم يتعرضون على نحو متزايد لأمراض مزمنة، الواقع أن نصف مجموع الوفيات هذا العام سوف تكون نتيجة لأمراض مزمنة في دول العالم الثالث.
وهنا ترى لجنة الخبراء أن إنفاق 122 مليون دولار فقط كاف للتغطية الكاملة لبرامج التطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي وتجنب نحو 150 ألف وفاة سنوية بهذا المرض.
وبتوفير الأدوية المنخفضة التكلفة للنوبات القلبية الحادة في الدول النامية بتكلفة 200 مليون دولار فقط نستطيع أن نمنع 300 ألف وفاة.
وتشير النتائج التي توصلت إليها لجنة الخبراء إلى الحاجة الملحة لاستثمار نحو ملياري دولار سنوياً في مشاريع البحث والتطوير لزيادة الإنتاج الزراعي.
ولن يؤدي هذا فقط إلى الحد من الجوع من خلال زيادة الإنتاج الزراعي وخفض أسعار المواد الغذائية؛ بل وأيضاً إلى حماية التنوع البيولوجي، وذلك لأن ارتفاع إنتاجية المحاصيل يعني الحد من وتيرة إزالة الغابات.
وهذا بدوره من شأنه أن يساعد على مكافحة تغير المناخ، لأن الغابات تخزن الكربون.
وفيما يتصل بتغير المناخ، فإن الخبراء يوصون بإنفاق مبلغ بسيط (نحو مليار دولار) لاستكشاف إمكانية تبريد كوكب الأرض من خلال خيارات الهندسة الجيولوجية.
وهذا من شأنه أن يسمح لنا بالتوصل إلى فهم أفضل لمخاطر التكنولوجيا وتكاليفها والفوائد المترتبة عليها.
ومن المحتمل فضلاً عن ذلك أن تمنحنا البحوث ضمانة فعّالة ومنخفضة التكاليف ضد الانحباس الحراري العالمي.
ومن بين أولويات الاستثمار الأخرى إنشاء أنظمة إنذار مبكر فعّالة لمواجهة الكوارث الطبيعية في البلدان النامية.
وبتكلفة أقل من مليار دولار سنوياً فإن هذا كفيل بتخفيف الأضرار الاقتصادية المباشرة والبعيدة الأمد، بل وربما ضمان فوائد تعادل 35 مليار دولار.
إن مبلغ الخمسة والسبعين مليار دولار اللازم لتنفيذ مشروع إجماع كوبنهاجن كبير بالدرجة الكافية لإحداث فارق حقيقي، ولكنه صغير بالدرجة التي تجعل من الواجب علينا أن نختار - كما في العالم الحقيقي - المشاريع الكفيلة بتحقيق القدر الأعظم من المنفعة.
وتبين لنا قائمة لجنة الخبراء أن العديد من الحلول الذكية تنتظر من ينفذها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق