الثلاثاء، 19 يونيو 2012

الإعداد غير الفعال للتقارير المالية يؤدي إلى فقدان الثقة وارتفاع التكاليف وعرقلة اتخاذ القرارات



أظهرت نتائج بحث قامت به كل من أوراكل و"أكسنتشر" أن الشركات في الشرق الأوسط لا تساير الاتجاه العالمي المتمثل بالاستثمار في نظم إعداد التقارير المالية التي تهدف إلى تحسين عمليات إعداد تقارير النتائج المالية وإقفالها وتوثيقها، الأمر الذي يؤدي إلى تبني حلول غير فعالة بالنسبة للشركات حيث تكون مفتقرة إلى الوضوح والجودة والثقة في بياناتها المالية.

ويبرز تقرير هذا البحث بعنوان "تحديات التقارير المالية للشركات" أن الشركات غير قادرة على تحديد تكلفة تقاريرها المالية بشكل كامل، إذ أن 41% من المسؤولين في الشؤون المالية للشركات غير قادرين على تحديد التكلفة الإجمالية.

ويشير التقرير  إلى أن نقص الاستثمار في البرامج المناسبة والاعتماد المفرط على جداول البيانات ورسائل البريد الإلكتروني تزيد التكاليف وتؤدي إلى إعداد التقارير المالية بشكل غير فعال وعدم الإلتزام بالمواعيد النهائية الرئيسية.

وشمل التقرير الذي أعدته شركة داينامك ماركتس Dynamic Markets مقابلات مع 1123 من المسؤولين الماليين في مؤسسات كبيرة في 12 بلداً، بما فيها الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا واسبانيا.

وفي تصريحات له حول نتائج البحث، قال جون أورورك، نائب الرئيس لتسويق منتجات إدارة أداء المؤسسات في أوراكل: "يتضح من التقرير أن الشركات تدرك جيداً أنه يجب إحداث تغيير في طريقة إعداد التقارير المالية. والخبر السار هو أن العديد منها تبادر إلى ذلك من خلال الاستثمار في نظم جديدة لتقديم التقارير. ومع ذلك، يبدو أن هذه الاستثمارات في الوقت الراهن مجزأة ومتفرقة جداً، الأمر الذي يحول دون تحقيقها للتأثير المرجو. وفي حين تواصل الشركات بحثها عن فرص للاستثمار، نصحيتنا واضحة: خذوا الوقت الكافي لايجاد حل فعال من شأنه أن يضمن معالجة قضايا تكامل البيانات واندماحها وتحسين طريقة ومراحل إعداد التقارير المالية. وبذلك، يمكن للمؤسسات المالية أن تعمل بكفاءة أكبر، مع تعزيز مستويات الدقة وإنجاز التقارير على الأرجح في الوقت المحدد".

أما سكوت برينان، المدير التنفيذي لمجموعة أكسنتشر الاستشارية لأداء المؤسسات والأقسام المالية فقال معلقاً على نتائج التقرير: "تعكس هذه النتائج ما نراه ونختبره، وهي تفسر لنا لماذا تعتبر الشركات على نحو متزايد أنه من الضروري الاستثمار في نظم إدارة أدائها في ظل الأوضاع المتقلبة . ويشار إلى أن المدراء الماليين الأكثر رضى عن نتائج إدارة أداء مؤسساتهم هم أولئك الذين لديهم رؤية ويدركون استراتيجيات مؤسساتهم و المقاييس التي تحتاجها لرصد أدائها وهم أيضا على دراية بأهمية دمج حلول إدارة الاداء على مستوى المؤسسة".

وعلق البروفيسور أندي نيلي، مدير كامبردج سيرفس ألاينس قائلاً، "يتوقف نجاح الأعمال الحديثة على وجود بيانات نوعية ، والقدرة على تحليلها بطريقة مجدية. ومن دون هذين العاملين، فإنه من الصعب جدا التوصل إلى تصورات مناسبة لمساعدة الشركة على النمو. ويظهر البحث أن الإدارات المالية في العديد من المؤسسات ينقصها هذان العاملان على حد سواء، وعليها حالياً أن تنظر في كيفية تحسين الطريقة التي تجمع وتفرز وتستجوب فيها البيانات المالية إذا أرادت أن تتجاوز التحديات التي تواجهها في الوقت الراهن".

نتائج وبيانات البحث

النقاط الأساسية للبحث:

* الرغبة في التغيير: إن عدداً أقل من الشركات في الشرق الأوسط يدرك الحاجة إلى الاستثمار في نظم جديدة لإعداد التقارير المالية من أجل التصدي لتحديات الكفاءة. وقد أجرى 68% فقط من الشركات التي شملها البحث تغييرات خلال السنوات الثلاثة الماضية على عمليات إقفال النتائج المالية وتوثيقها وإعداد التقارير بشأنها، وهي أدنى نسبة من بين الشركات المستطلعة. وفي غضون ذلك، لم يستثمر سوى 18% بشكل كبير في واحدة على الأقل من هذه المجالات الثلاثة على مدى الأشهر الـ12 الماضية، وهى أدنى نتيجة مسجلة في هذه البحث وتعادل النتيجة التي سجلتها نيجيريا. 

* استثمارات غير كافية وغير فعالة: وقد استثمر 2% فقط من الشركات المستطلعة في واحدة فقط من مراحل تقديم التقارير المالية الثلاثة (التوثيق وإعداد التقارير والإقفال)، واستثمر 10% في إثنتين منها، و6% استثمرت في المراحل الثلاثة كافة. ولذلك، ليس مفاجئا أن يكون الاعتماد كبيرا على جداول البيانات (76%) ورسائل البريد الإلكتروني (82%) لتعقب وإدارة التقارير على أساس يومي.

* زيادة التكاليف وعدم اليقين: أظهر البحث أن 25% من الأقسام المالية شهدت ارتفاعاً في تكاليف عمليات الإقفال والتوثيق وإعداد التقارير المالية. والأهم من ذلك، فإن الوضع غير واضح بحيث أن مدراء االاقسام المالية غير قادرين على فهم الآثار المالية/الآثار المترتبة على تكاليف إدارة ونشر النتائج المالية لشركاتهم. وقد أقر 41% فقط من الشركات المستطلعة في الشرق الأوسط انها لا تدري ما هي التكلفة الإجمالية لإدارة ونشر النتائج المالية، في حين أن 60% من الشركات على مستوى العالم أشارت إلى أنها لم تتمكن من تحديد قيمة التكلفة.

* التحديات المستمرة: نظرا لعدم كفاية نظم تقديم التقارير، ذكرت غالبية الشركات أنها ما زالت تواجه مشاكل كبيرة مع التقارير المالية. فقد قال 92% من الشركات المستطلعة أن رؤيتها لعمليات تقديم التقارير غير كافية مقارنة مع 68% على الصعيد العالمي. وقد ذكر 80% من مدراء الشؤون المالية أنهم يجدون صعوبة في التحكم بجودة البيانات المالية خلال مسار إعداد التقارير، مما يسلط الضوء على أنه ينبغي إيلاء اهتمام إضافي لإدارة الأداء.

* تراجع الفعالية: على الرغم من التحديات التي تطرحها البيانات غير الموثوقة وغير الشفافة، فإن الفرق المالية متفائلة حيال قدرتها على القيام بعملها بفعالية. وصرح 53% فقط من مدراء الشؤون المالية أنهم يشعرون بأن المشاكل المتعلقة بتحليل البيانات تحد من فعاليتهم، على الرغم من إقرار معظمهم بعدم إطلاعهم بشكل كاف على عمليات تقديم التقارير.

* التصدي للتحديات: من النتائج المشجعة أن الشركات تنوي اتخاذ خطوات لتحسين طرق إعداد التقارير المالية، حيث من المرجح أن يجري 86% من الشركات استثمارات كبيرة على مدى السنوات الخمسة المقبلة. ويتوقع أن يقوم 71%من الشركات بتعديل كافة المراحل الثلاثة لإعداد التقاريرالمالية، وهي نسبة تتخطى بكثير المتوسط العالمي(46 %)، وهو نهج يمكن أن يعالج العديد من التحديات التي تواجهها حالياً، ويضع عمليات تقديم التقارير الخاصة بها بشكل يتماشى مع توقعاتها بشأن الأداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق